تعريف الأسبرين
يعتبر الأسبرين مسحوق أبيض اللون عديم الرائحة، ونجده من بين مركبات 50 نوع من الأدوية، وتقتصر مهمته على تسكين بعض الآلام الشائعة و الحفاظ على حرارة الجسم.
لقد مر ما يقارب أكثر من مائة عام على اكتشاف الأسبرين، وهو الذي يعتبر أول دواء بيع على شكل أقراص
وتشير الإحصائيات إلى أنه ما يقارب 80 بليون قرص يستخدم سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها .
صورة لشجرة الصفصاف
تاريخ الأسبرين :
يرجع تاريخ الأسبرين إلى القرن الخامس قبل الميلاد، حيث أن أبو قـراط ذو الأصل الإغريقــي، قد اكتشف هذا الدواء بالصدفة عندما كان يعلك لحاء شجرة الصفصاف.
وقد اكتشف أبو قراط بأن لحاء هذه الشجرة يعمل عمل مسكن للألم وخافض للحرارة وقد كانت النساء أكثر فئة مستعملة لهذا المسكن .
وبعد قرن من ذلك الحين قد تناسي موضوع هذا الدواء ولكن في عام 1763 نشر الراهب ستون من المجتمع الملكي في لندن ورقة عن الأسبرين وأثره في خفض الحرارة بناءا علي اعتقاد أن الله قد وضع علاج قريب من المرض حيث أن ارتفاع الحرارة كان ينتشر في المناطق التي تكثر بها المستنقعات والتي تنمو حولها شجرة الصفصاف . وبعد 65 عام من ذلك الحين تعرف كيميائي ألماني على المادة الفعالة في لحاء هذه الشجرة والأعشاب التي وصفها أبو قراط وستون وقد ذكر الكيميائي أن هذه المادة هي صفراء اللون وسماها سيليسين وبعد سنوات قليلة صنع كيميائي فرنسي حمض السيليسيلك والذي يدخل كبذرة أساسية في تصنيع أقراص الأسبرين، وتطور تصنيع هذه الأقراص في ألمانيا بواسطة فريدريك بيير . وفي نهاية ذلك القرن كانت هذه الشركة قد ثبتت نفسها في الأسواق اعتمادا على العديد من التجارب الطبية علي هذا الدواء.
ومن المعروف عالميا بأن حمض السيليسلك مسكن للألم وخافض للحرارة ولكنه قد يهيج غشاء المعدة مما قد يؤدي إلى قرحة المعدة ، وبعد 29 عام قام الكيميائي فليكس هوفمان بتصنيع مسحوق ثابتة على هيئة أقراص تسمي الأسبرين وفي خلال عام واحد كان الأسبرين الدواء الأول المباع في الأسواق وفي عام 1915 رخص بيع الأسبرين بدون وصفة طبية، وفي عام 1960 تم تصنيع الأدوية الغير محتوية على الأسبرين كمسكنات للألم مثل الأستيومينوفين ( البنادول ) والأيبوبروفين (ادفيل) . وفي عام 1980 أضاءت منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية ضوءا جديدا على فائدة الأسبرين وذلك من خلال فوائده في الوقاية من بعض الأمراض المزمة مما رفع مستوى المبيعات للأسبرين في الأسواق مرة أخرى . واليوم نرى أن الأسبرين من أكثر الأدوية مبيعا حيث أن نسبة المبيعات له هي 37.6 % من مبيعات الأدوية وتصل نسبة استخدام الأسبرين لعلاج الصداع إلى 13.8% .
تأثيراته:
يتميز الأسبرين أنه ضد الصداع و الالتهابات.
مسكن للآلام.
مخفض لحرارة الجسم.
ضد تجلط الدم مما يجعله أكثر سيولة.
يقي القلب من نوباته، و الموت الفجائي ولاسيما مرض الذبحة الصدرية (انسداد الشرايين).
ضد الآلام الروماتيزمية الحادة والمزمنة.
مرض الذئبة الحمراء (الذين يعانون من احمرار الجلد).
يمنع تراكم الجذور الحرة والضارة في الأذن.
الوقاية من بعض أنواع السرطان.
وعلى الأطباء وصف الأسبرين في هذه الحالات لكن بجرعات قليلة حتى يتفادى التأثيرات الجانبية منها:
الالتهابات بالمعدة، والنزيف الدموي وفي حالات نادرة يصيب المريض بنزيف بالمخ، لهذا فإن المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض:
الحساسية للأسبرين أو مشتقات السالسيلات.
الربو أو ضغط الدم المرتفع (الغير مستقر أو مسيطر عليه).
مرض بالكلي أو الكبد أو نزيف حاد.
فإن على الطبيب المعالج الموازنة بين مواصلة استمرار المريض تناول هذه الأدوية أم لا، حتى لا يتعرض المريض لكثير من المخاطر، كما يجب عليه مراعاة أن الأسبرين له تأثيره على جسم المريض ككل وعلى أجهزته ووظائفها، والجرعات العالية منه يمكن أن تسبب فقدان السمع أو طنينا دائما بالأذن، وقد لاتظهر هذه الأعراض علي الذين يتناولون الدواء بكميات معقولة.
معلومة:
نشرت جامعة هارفارد دراسة طبية بينت في تفاصيلها أن الكثيرين من مرضى الذبحة الصدرية أو الأزمات القلبية الحادة والمؤلمة، يعانون من عدم وصول الدم لعضلة القلب، و المعرضون للجلطات الدماغية قد تم إنقاذ حياتهم عن طريق استعمال الأسبرين على نطاق واسع وأكثر مما هو متوقع، ففي حالة الأزمة القلبية الحادة فالأسبرين قد يعالجها عن طريق مضغ قرصي أسبرين، لأن المضغ يجعله يمتص بسرعة أكثر من ابتلاعه، لأنه في حالة الأزمة الحادة فإن الدقائق لها أهميتها على عضلة القلب، وكلما انتظرنا أطول كلما أصيب المريض بأضرار أكثر، وللوقاية يكفي قرص أسبرين أطفال يوميا أو نصف قرص أسبرين عادي.