:إنَّ ما شاع بين الناس من تزويج رجال من الإنس بنساءٍ من الجنّ صحيح ويوافقه الوجدان، ونحن نعتقد بصحة ما شاع وتواتر نقله بين الناس، واعتقادنا ليس نابعاً من مجرد شياع النكاح بين الإنس والجنّ بما هو شياع بين الناس، وإنَّما لوجود مستند شرعي له في أخبارنا الشريفة والتي منها تزويج النبيّ آدم عليه السلام إبنه قابيل من جنيَّة، وفي أخبارٍ أخرى أن النبيّ آدم عليه السلام زوّج أولاد قابيل من جنيات كما سوف نشير بإذن الله ــ تبارك شأنه ــ في البحث التفصيلي.
والجن كالإنس أُمَّةٌ من الأمم لها ما للإنس من الإعتقادات والأحكام والثواب وعليها ما على الإنس من الحساب والعقاب، قال تعالى. {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } الأنعام 38 . والجن مكلّفون بتكاليف شرعية كالإنس لا يختلفون عنهم بشيءٍ أصلاً إلا في موارد ضئيلة جداً وهو لا يضرُّ بأصل الإشتراك في التكليف،قال تبارك وتعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56.