الثعبان (ألفسيو - ئفيغر)
الثعبان، ألفسيو وهو إسمه الشائغ وئفيغر أو فيغر وهما نوعان متقاربا كما سنرى وأسوامي وهو أغلضها وأكبرها حجما، جنس حيوان وحشي من الفقريات Vertébrés ومن الزواحف Reptiles ومن رتبة الثعبانيات أو الحيات Ophidiens التي تضم ألفي وسبعمائة نوعا في العالم منها أربعة وخمسون نوعا يلسع ويطعم السم القاتل أحيانا بواسطة أسنان خاصة. يتراوح طول الثعبان ما بين بضع سنتمترات أدى البريميات وعدة أمتار لدى أنواع أخرى كالأصلة والبواء.
والثعابين حيوان لا تتوفر على قوائم، طويلة الجسم والذنب، العينان صغيرتان وبدون جفون تبقى مفتوحة في كل وقت.
الجسم مغطى بقشور مقرنة عديدة ومختلفة الحجم والشكل: عريضة وضيقة جهة البطن مرتبة على صف واحد، طويلة دائرية الجوانب جهة الظهر والجوانب ومرتبة على صفوفه، يتراوح عددها ما بين سبعة عشر وواحد وأربعين حسب الأنواع .
تكسو الرأس صفيحات عريضة ومنتظمة يعتمد عليه في تصنيف الفصيلات والأجناس والأنواع.
تتوفر الأنواع السامة على سنين سامتين مقنيتين من الداخل على غرار إبرة الحقن الطبية، مما يجعل السم يسري بداخلها بعد إفرازه بواسطة الغدد السامة التي تضغط عليه العضلات الحازة بواسطة الفك الأعلى أثناء الدفاع عن النفس أو اصطياد الفريسة. بعض هذه الأسنان متحركة، تكون منثنية إلى الوراء إزاء الحنك وتنتصب عند الحاجة بواسطة عضلات صغيرة. يوجد بداخل الفم لسان طويل، رهيف ومفلوق قابل الانكماش والتقلص. في حالة السكون يبقى منكمشا داخل غمد يقع تحت الجهاز التنفسي ويستعمل للذوق واللمس واستكشاف الوسط الذي يحيط بالحيوان .
تعرف الثعابين بالتبدل الفزيولوجي لغشائها الذي يحصل مرتين إلى أربع مرات في السنة. ينسلخ الغشاء قطعة واحدة بعد ان يحتك الثعبان بالأحجار أو بجذوع الأشجار. تحتفظ قطعة الانسلاخ بجميع الأوصاف التي يعتمد عليها في تصنيف النوع.
يتم التناسل والتوالد في فصل الربيع وفي فصل الخريف وذلك عبر عدة أساليب مختلفة حسب الأنواع. بعض الأنواع سرلودة تضع حوالي أربعين بيضة وبعضها سروءة (بيوضة) تبيض أكثر من مائة بيضة. وهناك أنواع ولودة تتناسل فيما بينها لتلد ما بين فردين أو أكثر دفعة واحدة .
يعمر الثعبان أربعين سنة على الأكثر، وقد عرفه الإنسان منذ القدم سواء لترويضه وتربيته المعروفة عند السحرة “Charmeurs “ أو لاستخراج سمومه التي تستعمل في صنع الأدوية.
تعرف أنواع الثعابين توزيعا جغرافيا واسعا حيث توجد في كل من المناطق المعتدلة والصحراوية والباردة وفي الأوساط الهضابية والجبلية إلى غاية ارتفاع يتعدى أحيانا 3.000 متر.
تتميز الحيات السامة عن باقي الأنواع غير السامة بجسم سمين وذنب قصير ورأس مثلث مفصول عن الجسم بعنق رقيق. تمتاز هذه الأنواع بقدرة فائقة على التستر تساعدها على اصطياد فرائسها بسهولة وتقتات بالأساس من الفئران والعظايات وغيرها من الحيوانات الصغيرة. تكون نشيطة على العموم خلال الليل بينما ترتاح أثناء النهار مختفية في الجحور وتحت الأحجار أو بين جذوع الأشجار.
تتكون الأفاعي أنبوبيات الأخاديد من سبعة أنواع كلها سامة وخبيثة تؤدي لدغاتها إلى القتل. الرأس عريض ومثلث تكسوه حراشيف صغيرة والصفيحات غير موجودة. يحمل الفك العلوي أنيابا كبيرة ورقيقة أنابيبها مرتبطة مباشرة بالغدد الراسية التي تفرز السموم.
الثعبان (ألفسيو - ئفيغر)
الأفعى الحرة أو أفعى الأهرام تدعى علمياEchis carinatus وبالفرنسية pyramides Vipère des وبالانجليزية Carper viper أو Saw viper بالأمازيغية ئفيغر.
إنها حية خبيثة جدا تسميتها العامة لفعى وحنش. وذات الطفيتين من أخبث الحيات. ظهرها ضارب إلى الحمرة أو الصحمة، تمشي مثية بثنيتين أو ثلاث أثناء يحك بعضها بعضا، انه حيوان ولود يضع من ثلاث إلى إثنى عشر صغيرا. يعيش في المناطق الجافة المجاورة بالأماكن الصحراوية يبلغ طوله ما بين 65و83 سم. كثيرا ما يرتمي على فريسته ليلدغها.
نادر في نفوسة وموطنه الأصلي شمال أفريقيا واغندا وغانا والكامرون وكينيا والجزيرة العربية والعراق وإيران وباكستان وافغانستا وروسيا الشرقية.
الأفعى الصامدة تدعى علميا Bitis arietansو بالفرنسية Vipère heurtante، تعيش في المناطق شبه الصحراوية. يتراوح طولها إلى ما بين متر ومتر وعشرين سنتمترا. تتميز بأنياب كبيرة وقوية وتحمل في غددها كمية هامة من السم في استطاعتها ان تقتل به من أربعة إلى خمسة أشخاص. تعد من اخطر الحيات، تتغذى من الضفادع والفيران وهي ليلية النشاط، بطيئة المشي. تنتفخ أثناء الإزعاج وتحدث صفيرا قويا ثم تصطدم بعدوها لتلدغه. ظهرها مخطط بخطوط متعرجة ضاربة إلى السواد والحمرة، تعصر غدد سمومها المطلوبة لصنع الأدوية وتحذف أنيابها.
تضع الأنثى في فصل الربيع من ثمانية إلى أربعين صغيرا داخل الجحور. تتوفر على السموم منذ الصغر وكثيرا ما تخلف الكبار خسائر في الماشية حيث تلدغها وتقتلها.
أفعى “ليبيتي“ تدعى علمياVipera lebetine mauritanica وبالفرنسيةVipère lèbètine وتعد من أطول الأفاعي السامة وأكبرها، تسكن أفريقيا الشمالية وبعض الجزر اليونانية وآسيا الوسطى. يبلغ طول الإناث مترا ونصفا. انه حيوان بيوض ولود يتكاثر نشاطه ليلا وفي الغروب أثناء فصل الصيف ويخرج نهارا في الشتاء والخريف. تتغذى من الفيران والطيور. الظهر مبرقع بخطوط بنية سوداء ضاربة إلى الحمرة وأنيابها طويلة وحادة مملوءة بالسموم القاتلة.
يعيش ضرب من هذا النوع Vipera latastei monticola في المناطق المرتفعة من نفوسا وتسمى أسوامي بالامازيغية (ما بين 2.000و 4.000متر) ولا يتعدى طولها أربعين سنتمترا تخرج نهارا لتبحث عن الضفادع والفيران ولدغاتها قاتلة.
الأفاعي القرناء Cerastes vipera وCerastes cerastes تتميز بقرنين اثنين فوق رأسها، وتسمى بالعامية والأمازيغية على حد سواء بـ صّل ويعيش هذان النوعان في المناطق الصحراوية يختفيان نهارا وسط الرمال ويبحثان ليلا عن الفيران والزواحف الصغيرة. وتقطعان مسافات طوالا بسرعة للبحث عن الفريسة، لونها شبيه بلون الرمال مما يجعل اكتشافها صعبا.
الثعبان (ألفسيو - ئفيغر)
يتكون قرناها الصغيرة بامتداد الحراشيف فوق العينين. الذنب قصير. تمشي جانبيا مثنية بثنيتين. الإناث بيوضة تضع من عشر إلى عشرين بيضة تعطى الصغار بعد ثمان وأربعين سنتمترا ولدغاتها قاتلة، شائعة في المناطق الصحراوية وتعيش أيضا في سائر أفريقيا الشمالية وفي الجزيرة العربية وآسيا الوسطى.
تعد عشيرة الحيات Elapidae من أخبث الأفاعي وأطولها . تفرز سموما قاتلة للأعصاب ويقتصر التوزيع الجغرافي لأنواعها التي تفوق ثلاثين نوعا في العالم على المناطق الحارة لكل من أفريقيا واستراليا وآسيا الجنوبية.
يمثل فصيلة الأصليات أو الاصلال Boïdés في شمال أفريقيا نوعا واحدا يدعى علميا Eryx jaculus وبالفرنسية Boa des sablesأو Eryx javelot وبالانجليزية Sanda Boa. موطنه شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وآسيا الجنوبية والجنوب الشرقي لأوربا. انه ثعبان خال من السموم، قصير يتراوح طوله ما بين أربعين وثمانين سنتمترا، محدد الطرفين، ذنبه قصير ودائري في مؤخرته. الجسم ضخم ودكين، لونه رمادي مصفر، وبني احمر جهة الظهر، واصفر يميل إلى البيضا جهة البطن. العينان صغيرتان وأفقية الحدقات . القشريات الظهرية والبطنية صغيرة ودقيقة. تتخلل الظهر عدة بقع رمادي غير منتظمة تختلف أشكالها حسب الأفراد.
انه ثعبان ولود بيوض يضع صغاره نشيطة منذ الولادة ويتراوح عددها ما بين خمسة واثني عشر فردا . ويعيش في المناطق الغنية بالرمال حيث يختفي فيها طول النهار ويخرج أثناء الغروب وفي الليل ليصطاد فريسته المتكونة من الفيران والزواحف الصغيرة التي يخنقها بين طيات جسمه ثم يبلغها. كثيرا ما يتخذ جحور الفيران مسكنا له ويعد من الحيوانات النادرة في البلاد.