لماذا ينتشر الإسلام اليوم في العالـم:
لست أدري من الذي يجبر كثير من الناس اليوم على اعتناق الإسلام؟ ومن الذي قهرهم على إعلان إسلامهم وترك ما هم عليه من النصرانية أو الوثنية أو غيرها.. من الذي أجبر أولئك القساوسة والمبشرين والأطباء والصحفيين ورجال الأعمال على اعتناق الإسلام؟ بل لا يكاد يمر يوم ولا أسبوع إلا ونسمع عن عشرات من الناس في جميع أنحاء العالم يدخلون في الإسلام، فهل قهرهم المسلمون وأجبروهم بالسيف؟
إن حالة المسلمين اليوم في غاية من الضعف والتفرق والغثائية والتقصير الكبير في نشر دينهم وتشاغلهم بدنياهم إلا ما رحم الله، ورغم ذلك فالإسلام ينتشر في الأرض رغم ما يقوم به العدو من قتل وضرب وإبادة في صفوف المسلمين، سواءً في أفغانستان أو في فلسطين أو في العراق أم في غيرها.
إن هذا يذكرنا بالأيام الأولى للإسلام يوم أن كان المسلمون يضربون أشد الضرب وتنزل بهم أعظم المحن من قبل أعدائهم وهم مع ذلك متمسكون بدينهم، بل ويدخلون في دين الله أفواجاً بإرادتهم واختيارهم، رغم ما يشاهدون فيمن أسلم من التعذيب والنكال، بل ربما أعلن أحدهم إسلامه وذهب ليخبر بذلك زعماء قريش من أجل أن يضربوه كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهل هم مكرهون بالسيف؟
لماذا أسلم هـؤلاء ؟
1 - المبشر النصراني (بشير أحمد شاد):
كان أبوه مبشراً نصرانياً، وحرص على تنشئة ولده على ذات الطريق، وأكمل دراسته عام 1947م وبدأ يعمل في التبشير في لاهور، وبعد عشرين عاماً من التبشير والبحث عن الحق والمعاناة أعلن إسلامه عام 1968م. (33)
2 – القس المبشر خليل أحمد:
قس مبشر ولد في الإسكندرية عام 1919م يحمل شهادات عالية في علم اللاهوت من كلية اللاهوت المصرية ومن جامعة برنستون الأمريكية، عمل في أسوان سكرتيراً عاماً للإرسالية الألمانية السويسرية، وكانت مهمته الحقيقية التنصير والعمل ضد الإسلام، لكن تعمقه في دراسة الإسلام قاده إلى الإيمان بهذا الدين، وأعلن إسلامه رسمياً عام 1959م وله العديد من المؤلفات (34).
3 – القسيس الدكتور أ.ج. دورائي:
قضى ردحاً من حياته في كنيسة إنجلترا، حيث عمل قسيساً منذ عام 1939م حتى عام 1963م ثم أعلن إسلامه. ومثله المبشر (ناجيمواراموني) الذي كان متحمساً للنصرانية لكنه عندما قرأ عن الإسلام اهتزت قناعته بالنصرانية فأسلم عام 1963م (35).
4 – اللوردهدلـي:
من أكبر شخصيات الأشراف البريطانيين وكان سياسياً ومؤلفاً خدم في الجيش برتبة (لفتنانت كولونيل) في الفرقة الرابعة المشاة في نورث منستر وأعلن إسلامه عام 1913م، وقال: "من المحتمل أن يتصور بعض أصدقائي أنني وقعت تحت تأثير المسلمين، ولكن ذلك ليس هو السبب في تحولي إلى الإسلام لأن اقتناعي كان حصيلة لدراسة دامت عدة سنوات". وقال: "وكم كان اغتباطي وانشراح صدري عندما وجدت أن نظرياتي في مقدماتها ونتائجها كانت تتفق تماماً مع تعاليم الإسلام" (36).
5 – السير عبدالله ارشبيولدهاملتونى (إنجلترا):
بريطاني مرموق ومن رجال الدولة، نال البارونية من درجات مختلفة، وكان ملازماً في قوة الدفاع البريطانية، ورئيساً لجمعية المحافظين في سلزى (37).
6 – العالم اللغوي الجيولوجي البروفسور هارون ليون:
كان نابغاً في علم اللغات، ونال الماجستير من جامعة بوتوماك في الولايات المتحدة، وكان زميلاً وعضو شرف في كثير من الهيئات العلمية في أوربا وأمريكا، وسكرتير عام الجمعية الدولية لعلم
أصول اللغات (38).
7 – الدكتور الطيب علي سلمان بنوا (فرنسا):
يقول أنا دكتور في الطب، وأنتمي إلى أسرة فرنسية كاثوليكية، ويقول: "كنت قبل أن أعرف الإسلام مؤمناً بالقسم الأول من الشهادتين لا إله إلا الله، وبهذه الآيات من القرآن (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد) (سورة الإخلاص)، وقال أما مركز الثقل والعامل الرئيس في اعتناقي للإسلام فهو القرآن" (39).
وأخيراً فالمتتبع لهذا الدين وانتشاره يجد كثيراً من الشخصيات من رجال الدول والسياسة والعلماء والأطباء والنساء والمصلحون والوعاظ ورجال الاجتماع يدخلون في الإسلام بإرادتهم واختيارهم لما عرفوا النور والخير والهدى في دين الإسلام، ولما يرون في غيره من التناقضات والأباطيل ومصادمة العقل والفطرة السليمة