لا أنكر انني كنت اتوقع حقا فوز ترامب في إنتخابات الولايات المتحدة الأمريكية البارحة ، و لكن لأصارحك أكثر فكلاهما ترامب و كلينتون لم يكونا ذاك الشخص المرتقب لحكم دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، خصوصا ان الأول - ترامب - ليس لديه أي خبرة سياسية بالمرة ، و سيكون مثابة مستجد في العالم ، فكيف تتوقع من مستجد و مبتدئ في المجال السياسي و الديبلوماسي ان يحكم امة مثل أمريكا ، التي هي بدورها تتعامل مع مجموعة من القضايا على مستوى العالم مثل القضية السورية و قضية الصحراء المغربية و قضايا الإرهاب ، في الكفة المعادية ، يوجد كلينتون ، زوجة رئيس أمريكا سابق ، و نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك اوباما المنتهية ولايته ، يمكنني ان اقول ان خبرتها في السياسة تتفوق على ترامب من جميع الجوانب ، لكن خبرتها الزائدة أيضا في السياسة كانت بمثابة كلب مسعور قد يُطلق سراحه اذا فاز في الإنتخابات ، و سيصبح العالم ضاريا يأكل فيه القوي الضعيف ، و بالقوي هنا اشير الى الساسة و ليس أحدا غيرها ، لذلك ، كان كلاهما غير كفئ بحكم الولايات المتحدة الأمريكية ، لكن الكفة مالت الى صالح ترامب ليلة أمس ، فكيف يمكننا إذن ان نتنبأ بمستقبل عالم الويب و الإلكتروني في الأيام القادمة اولا ، ثم السنوات القادمة ثانيا كيف فاز دونالد ترامب في لعبة السياسة هذه ؟
قبل ان نبدأ تقريرنا في التأثيرات التي سيشهدها العالم لاحقا في ظل حكم دونالد ترامب ، دعونا اولا نحلل و نفسر كيف فاز دونالد ترامب ، دعني اذكرك انني اولا لست بسياسي ، لكن التحليل صفة امتلكها و لا يمكنني الإستغناء عنها - في الوقت الراهن - ، كان لترامب توعدات مشينة و متنمرة قليلا ، فقد توعد أولا و هو ما أتحمس له الأن من توعداته ، بزج هيلاري كلينتون عدوته السياسية في السجن بسبب إستخدامها لبريدها الإلكتروني الخاصة لإرسال رسائل سياسية لساسة أمريكا و البيت الأبيض ، فهل سيوفي ترامب بوعده و يزجها حقا في السجن ؟ نرتقب بذلك بشدة ، غير ذلك ، فقد كانت توعدات ترامب مشينة للغاية ، بداية بإهانته للمرأة و إحتقارها و إعتبارها حيوانا و ليس إنسانا ، و قد إستغلت جاهدة كلينتون هذه المسألة لتميل الكفة لصالحها لكنها فشلت ، ثم توعداته العنصرية ضد الزنوج في أمريكا و العرب المسلمين خاصة ، فسيكون التأثير على هذين الإثنين مرتفعا في الغاية ، دون ان نذكر ان ترامب يحاول جاهدا جعل أمريكا بلدا مغلقا عن دول العالم الثالث ، و انه سيتعامل فقط مع الدول البترولية الكبرى و عظماء الإقتصاد الأوروبي ، و انه لن يلتفت للعالم الثالث ، في حين أنه لم يبدي اي توعدات او رأي في أي من القضايا الحالية مثل القضية الفلسطينية ضد الشعب الضال المغتصب الصهاينة ، او القضية السورية ، او حتى داعش ، في حين ان كلينتون هي الأخرى قدمت نبذة خفيفة انها ستعمل جاهدة لإصلاحها لكن هم كلينتون الوحيد كان محاولة إستغلال أخطاء ترامب من أجل الصعود للقمة ، اذن كيف فاز ترامب رغم ذلك ؟ حسنا اولا الفضل يعود الى غباءه حتما ، ثم ولاية فلوريدا ذات أكبر نسبة سكان في امريكا و أكثرهم ولاءا و تصويتا و التي ركز فيها ترامب كثيرا و قدم حملات إعلانية جاهدة فيها و خطابات أيضا ، وثالثا و اخيرا الشهرة السياسية الكبرة التي حاز عليها في السنتين الأخيرتين .