تسلسل قبيلة بني فاضل، كما جاء في صفحتي78و79 من المجلد الثامن للمؤرخ العلامة/حسن بن احمد الهمداني، رحمه الله، حيث ورد: بأن مورث قبيلة بنو فاضل، هو الزعيم/نفيل ابن حبيب العسيري،التي كانت زعامته مهيمنة على بعض منطقة عسيراليمنية الكائنة في حدود شمال اليمن المتأخمة آنذاك لجنوب الجزيرة العربية، وقد جاء في هذا التسلسل التاريخي لهذه القبيلة:
ان الزعيم نفيل ابن حبيب العسيري، اصله من قبيلة بنو حبيب، من عشيرة ذو زعامة يتوارثونها من فرد الى آخر، وقد خلف الزعيم/نفيل ابن حبيب 6 اولاد هم:1- فاضل ابن نفيل،2- مشلي ابن نفيل،3- حيدر ابن نفيل،4- شكيح ابن نفيل، 5- نائف ابن نفيل، 6- متعب ابن نفيل، وفي عام 500هـ وقع الغزو من قبيلة حاشد ابن جشم على منطقة عسير رداً على غزو سابق من قبيلة عسير على قبيلة حاشدعام 498هـ ، فاحتلت قبيلة حاشد جزءاً من ارض عسير في المنطقة الجنوبية، وأسرت أحد أولاد الزعيم/نفيل ابن حبيب وهو نجله الارشد/ فاضل ابن نفيل ابن حبيب، وبجانبه شخصان آخران هما: الدعوس ابن خليل العسيري وعلي ابن صالح الاحمر من قبيلة الاحمر، فلما وقع الاسرى الثلاثة بيد قبيلة حاشد اعتبروا اسرى حرب واخذوهم الى قبيلة حاشد وكانوا يعاملوهم بكل رفق واحترام حيث كانت القبائل تعامل اسراها احسن معاملة متجنبة توجيه أي اساءات اليهم.
بعد بقى هؤلاء الاسرى الثلاثة لثلاثة اعوام في حجز قبيلة حاشد، توططت علاقات المحبة والود بين الاسرى وآسريهم مما ادى الى اطلاقهم واعتبارهم اشقاء واشترط عليهم البقاء بينهم لهم مالهم وعليهم ماعليهم حتى انتهاء المحنة الناشبة بين عسير وحاشد، وبعد ان تحقق الوئام طاب لهؤلاء الاسرى البقى في حاشد ولم يعودوا يفكروا بالعودة الى منطقة عسير، حيث نشأت بين الجميع روابط اخوية قوية من بينها المصاهرة حيث تزوج الثلاثة بنساء من قبيلة حاشد تحت الحاح هذه القبيلة، فكان ان تزوج فاضل ابن نفيل ابن حبيب ، بامرأة من قبيلة بنو تميم من محل العيانة بني صريم حاشد، وتزوج الاحمر بامرأة من قبيلة بنو عوجا، وتزوج الدعوس بامرأة من قبيلة بنو العماد وكانت النساء قيد الرجال. بقي فاضل بن نفيل بن حبيب في محل اصهاره بمحل القطر بلحسين بني صريم حاشد وعقدوا له المشيخ على معظم بلحسين وهيمن بمشيخه على تلك المنطقة وسكن الدعوس في محل الدرب والمحزين بمنطقة بالحسين بني صريم حاشد، اما ابن الاحمر فقد حل في عصيمات الجبل وعقدوا له المشيخ على كافة مناطق عذر والعصيمات، ولم تحسم المحنة بين قبيلة عسير وقبيلة حاشد إلا بعد ظهور نسل الثلاثة الاسرى، فاقبلت قبيلة عسير بخيلها وهجينها وقضها وقضيضها وجمالها ونواقها وابقارها واغنامها، تقصد قبيلة حاشد بالعقائروالنحاير لكي تطلق لها اسراها الثلاثة، وما ان وصلت قبيلة عسير الى حاشد إلا واستقبلوهم اسراهم الثلاثة بمن ورائهم من رجال حاشد من قبائل عذر والعصيمات وبنو مريم وقدكان المشيخ والسلطة في ايديهم والحل والعقد لهم،ولم يوافقوا على عودتهم مع قبيلتهم رجال عسير انما فضلوا البقى في حاشد كلٍ منهم في وضعه الاجتماعي الجديد، حكاماً لامحكومين، فأقتنعت قبيلة عسير وعادت من حيث اتت.
كان لفاضل ابن نفيل ابن حبيب، ثلاثة اولاد هم: 1- فاضل ابن فاضل ابن نفيل ابن حبيب، 2- درهم ابن فاضل،3- عسكر ابن فاضل.. ترك فاضل ابن فاضل، اخويه ونزح الى قرية الغصين في بني مريم حاشد وسكن فيها و، و خلف اربعة اولاد ، وتولى المشيخة على عزلة كاملة. في عام 520هـ تحرك فاضل ابن فاضل ابن نفيل، بجيش قبلي حتى وصل الى منطقة براع وكان ذلك في عهد الامام المهدي العباس ، وعند وصوله الى هذه المنطقة واحتلاله لها - بامر الامام المذكور- ، امر فاضل جيشه بقتل وسلب جميع مشايخ منطقة براع الذين قاوموا احتلاله لمنطقتهم وقام باعدام مشايخ منطقة براع مباشرة مما ادى الى خضوع المنطقة كاملة لسيطرته. تلقى امرا من الامام المهدي العباس بسرعة وصوله مع من تحت قيادته من الجيش مرورا بصنعاء ومدينة ثلا، ليتلقى مجدداً امرا من الامام المهدي العباس للتوجه بجيشه الى منطقة العود وضواحيه ليسيطر على البلاد واخماد الفوضى والعصيان واحلال الامن والاستقرار حتى وصل الامام المهدي العباس الى مدينة دمت لعمارة المزف الكائن في اسفل سيل بنا المتأخمة لمنطقة رباط الحراسي الكائن جنوب المزف بعزلة كنّة العود، ففعل فاضل ما امره به الامام المهدي الذي وصل هو ايضا الى رباط الحراسي وبدأ بعمارة المزف، وقد مكث الامام المهدي برباط الحراسي عاما كاملا حتى انتهى من عمارة المزف، ثم عاد الامام الى مدينة ثلا تاركا فاضل نقيبا أي حاكما لمنطقة العود ومايلها بامر الامام المهدي عباس.
بقي فاضل منشغل في امور الناس والمنطقة الجديدة التي احتلها ولم يعد يفكر بالعودة الى المنطقة التي خرج منها اول مرة حاشد، كمنطقة جدباء قاحلة، معززا تحوله بما وجده في مستقره الجديد من طبيعة جاذبة رجحت قناعته بالسكون والاستقرارفيها، حيث استوطن محل( ذودان) المنيع المطل على شرق العود وغربه وشماله وجنوبه وتزوج هنالك للتتكون من ذريته قبيلة عاتية تشهد بوجودها الفاعل منطقة العود والمناطق المجاورة، وهى عشيرة ذو مجد وصلاح وملجأ لكل مظلوم ومنبعاً لمبادرات الاخاء والتسامح والذود عن حياض الوطن كلما دعأ الداع، عبر الحقب والتحولات المختلفة التي مرت بها البلاد.
اضافة الى ما جاء في مؤلف الهمداني، فان هنالك مستمسكات وروايات متوارثة( شفوية في معظمها) قد تستوفي مالم يرد في هذه النبذة، ومنها تسلسل النسب للوصول الى الجد الاول بعد آدم عليه السلام لهذه القبيلة السبئية، فربما يأتي من يجمعها ويوثقها على اعتبار انها جزء من تاريخ اليمن وحبذا لوتتوالى الجهود لتدوين تسلسل انساب واصول مختلف القبائل اليمنية كون هذه القبائل كانت وستبقى حجر الزاوية في تشكيل حياة اليمنيين السياسية والاجتماعية، والله ولي التوفيق.